أعلام وألوية ورايات
- بواسطة مؤتمر الأمة --
- الإثنين 10 جمادى الثانية 1436 18:59 --
- 0 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلام وألوية ورايات
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وبعد :
لعل مما درجت عليه الأمم والشعوب عبر تاريخها الطويل اتخاذ الأعلام والألوية والرايات في التعبيرعن الترميزات الخاصة بها في الحرب أو السلم وقد كان المسلمون كغيرهم من الأمم يتخذون لهم في عهد النبوي ألوية ورايات في الحروب كما كان لهم شعارات لفظية داخل المعركة وقد اتخذ النبي عليه الصلاة والسلام خاتماً له عندما علم أن الملوك لا تقبل الخطابات إلا إذا كانت مختومة ولكن كل ذلك يندرج في العادات لا العبادات والأصل في العادات الإباحة والجواز وفعل النبي عليه الصلاة والسلام لا يدل على الوجوب إلا إذا ثبت بذلك دليل قولي ملزم بل يدل على الجواز والاستحباب والأصل في العبادات التوقف و المنع إلا بدليل كما هو مفصل في علم الأصول .
وقصدت من هذا المدخل التنبيه على ما يحدث في بعض ساحات الجهاد من اتخاذ البعض أعلاماً ورايات وألوية وبألوان مختلفة وربما كتب البعض على رايته (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) مما يعطيها قدسية خاصة مع العلم بأنه لم يثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام بطريق صحيح _فيما أعلم _ ثم يحصل المشاركة في القتال وربما تحقق النصر والغلبة وهنا تبدأ المنازعات والمشكلات بين أصحاب الرايات المتعددة أيها أحق بالرفع من غيرها وربما رأي من كتب على رايته كلمة الشهادة بأن رايته أحق بالظهور من بقية الرايات وهنا تبدأ المشكلات في التصعيد لتدخل ساحات هي خارجة تماما ً عن محل النزاع وربما نشب القتال وراح من ضحية ذلك نفوس بريئة مع أنه ليس هناك فساد واقع أو متوقع لو ترك الناس رفع الرايات مطلقاً وخاصة عند وجود النزاع والخلاف ومعلوم أن تأليف القلوب واجتماع الكلمة والصفوف وحرمة النفوس من أعظم مقاصد الدين والشريعة وأن كل ما يؤدي لنقيض ذلك من الفروع لا يلتفت إليه وخاصة عند تعذر الجمع أصلاً وفرعاً وهذا مما نص عليه العلماء ومنهم الإمام الشاطبي بقوله ( كل فرع عاد على أصله بالبطلان لا يعتبر ) ومعلوم أن التكاليف الكبرى كالصلاة والجهاد لها أصول وفروع فلا اعتبار للفروع إذا كان التمسك بها يعود بالبطلان على الأصل كاشتراط العدالة المانعة من أداء الجمع والجماعات والجهاد وهذا ما جعل أهل السنة والجماعة يقاتلون خلف كل بر وفاجر حتى لا تتعطل راية الجهاد ويعم الخراب البلاد والعباد وهذا نوع من الفقه الجليل الذي تحتاجه الجماعات العاملة للإسلام في كافة الميادين وليس المقصود بالرايات إلا التمثيل وإلا فالمسألة أعم وأشمل ونسأل الله الهداية النقلية والعقلية قال تعالى ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )
أعلام وألوية ورايات