بيان من (مؤتمر الأمة) إلى شعوب العالم الإسلامي بوجوب نصرة أهل فلسطين وتحرير القدس والمسجد الأقصى
- بواسطة مؤتمر الأمة --
- الخميس 08 شوال 1442 00:00 --
- 0 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من (مؤتمر الأمة) إلى شعوب العالم الإسلامي بوجوب نصرة أهل فلسطين وتحرير القدس والمسجد الأقصى..
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على النبي الأمي الأمين، الذي أورثه الله وأمته الولاية على المسجدين المقدسين، والمقامين الشريفين للنبي إبراهيم عليه السلام المسجد الحرام، والمسجد الأقصى في الشام، فقال سبحانه: ﴿ما كانَ إِبراهيمُ يَهودِيًّا وَلا نَصرانِيًّا وَلكِن كانَ حَنيفًا مُسلِمًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤمِنينَ﴾ [آل عمران: ٦٧-٦٨]
وقال سبحانه: ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ إِنَّ في هذا لَبَلاغًا لِقَومٍ عابِدينَ وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٥-١٠٧]
وقال سبحانه: ﴿ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدينَ عَلى أَنفُسِهِم بِالكُفرِ أُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم وَفِي النّارِ هُم خالِدونَ إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ﴾ [التوبة: ١٧-١٨]
وبعد..
أيها المسلمون في كل مكان..
إن ما جرى للمصلين في المسجد الأقصى ليلة ٢٧ رمضان في هذا العام، وما يزال يجري حتى الآن من عدوان وحشي صهيوني عليهم، وعلى المرابطين فيه، وانتهاكٍ لحرمة المسجد، وقمعٍ للمتظاهرين في القدس ومدن فلسطين الذين تصدوا لهذا العدوان الهمجي، ثم الحرب على غزة التي وقفت دفاعا عنهم، ليوجب على كل مسلم نصرتهم، والنفير إليهم بالنفس والمال، كما أمر الله تعالى ﴿وَما لَكُم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَلِيًّا وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصيرًا﴾ [النساء: ٧٥]
وإنه لا عذر لدولة ولا حكومة ولا شعب مسلم في عدم الوقوف معهم، والدفاع عنهم، سياسيا وإعلاميا وعسكريا..
أيها المؤمنون المتقون..
لقد جعل الله ترك الجهاد في سبيله دفاعا عن المستضعفين ظلماً لهم، ومشاركةً في العدوان عليهم، كما قال تعالى: ﴿قالوا وَما لَنا أَلّا نُقاتِلَ في سَبيلِ اللَّهِ وَقَد أُخرِجنا مِن دِيارِنا وَأَبنائِنا فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلَّوا إِلّا قَليلًا مِنهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ﴾ [البقرة: ٢٤٦]
يعني الظالمين الذين تولوا عن الجهاد وعن الدفاع عن المستضعفين من النساء والأطفال فاستحقوا الذم والإثم بتوليهم عما أوجب الله عليهم ..
أيها المجاهدون والمرابطون في فلسطين ..
لقد أذن الله لكم بالقتال دفاعا عن حرماتكم ومساجدكم وأرضكم ودماءكم وأوجب على الأمة كلها نصرتكم وإعانتكم فقال تعالى ﴿أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقولوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَولا دَفعُ اللَّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذكَرُ فيهَا اسمُ اللَّهِ كَثيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ [الحج: ٣٩-٤٠]
وإنكم بجهادكم المبارك، وبدمائكم الطاهرة الزكية تحييون هذه الأمة من جديد بعد موات، وتوقظونها بعد طول سبات، وتبعثون فيها روح الأخوة والوحدة الإيمانية بعد طول فرقة وشتات، لتعود كما أراد الله لها ومنها جسدا واحدا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما قال تعالى ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ [الحجرات: ١٠]
وإن أهم من أسباب النصر وحدة صفكم الذي يغيظ العدو الصهيوني ومن وراءه، ويحاول بكل وسيلة شقه بإثارة الفتن الحزبية والمناطقية بينكم وبين أمتكم فلا تجعلوا له عليكم سبيلا ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ [آل عمران: ١٠٣]
أيها المسلمون..
إن معركة تحرير القدس والمسجد الأقصى قد بدأت فعلا بهذه الانتفاضة الثالثة المباركة، ويجب ألا تتوقف بإذن الله إلا بانسحاب العدو من كل أرض ١٩٦٧م كما انتهت الانتفاضة الثانية بانسحابه العسكري من غزة سنة ٢٠٠٥م، لتستعد الأمة بعدها لتحرير كامل أرض فلسطين، وإن كل تهدئة للصراع اليوم لا تجعل تحرير المسجد الأقصى والقدس شرطا لها هي إطالة في عمر الاحتلال الصهيوني وتدنيس للمسجد الأقصى برجس اليهود!
أيها العلماء والأئمة والخطباء:
لقد كان المسلمون كلما دهمهم عدو تداعوا إلى الجهاد في سبيل الله، يحرضون عليه، ويتلون سوره، ويتدارسون أحكامه استعدادا للقتال، وتهيئة للشهادة، كما أمر الله نبيه ﷺ بذلك فقال ﴿فَقاتِل في سَبيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلّا نَفسَكَ وَحَرِّضِ المُؤمِنينَ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأسَ الَّذينَ كَفَروا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأسًا وَأَشَدُّ تَنكيلًا﴾ [النساء: ٨٤]
فالواجب على الأئمة والخطباء في المساجد والمعلمين في المدارس والآباء في البيوت تدارسها وبيان أحكام الجهاد وحِكمه ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ آمَنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ ثُمَّ لَم يَرتابوا وَجاهَدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم في سَبيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقونَ﴾ [الحجرات: ١٥]
وإن الواجب شرعا تعبئة الأمة وشعوبها للجهاد في سبيل الله دفاعا عن المسجد الأقصى والمرابطين والمستضعفين في القدس وفلسطين، وإصدار الفتاوى بوجوب ذلك، والتحذير من ترك القيام به، كما قال تعالى
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [التوبة: ٣٨-٣٩]
وقال سبحانه: ﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾ [التوبة: ٢٤]
أيها المسلمون في كل مكان ..
إن الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال والكلمة لتحرير القدس والمسجد الأقصى وأرض فلسطين فرضُ عين على كل مسلم قادر، وإن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وإن من لم يجاهد ولم ينو الجهاد مات على شعبة من نفاق، وإن تحرير القدس وفلسطين لن يتحقق إلا بتحرر المنطقة العربية والإسلامية من الحملة الصليبية ودول سايكس بيكو والنفوذ الغربي الأمريكي الروسي الأوربي واستعادة شعوبها لحريتها ووحدتها كما كانت عبر طوال تاريخها الإسلامي المجيد إلى سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية بسبب وقوفها ضد المشروع الصهيوني في فلسطين وهو ما يرشح تركيا اليوم لاستعادة دورها التاريخي في تحرير القدس وحماية المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني من العدوان الصهيوني المدعوم من المحتل الأمريكي الأوربي..
وصدق الله
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾ [محمد: ٧]
(مؤتمر الأمة)
الثلاثاء ٦ شوال ١٤٤٢ هجرية
الموافق ١٨ مايو ٢٠٢١ م
بيان من (مؤتمر الأمة) إلى شعوب العالم الإسلامي بوجوب نصرة أهل فلسطين وتحرير القدس والمسجد الأقصى